أهمية وجود أعضاء هيئة تدريس من العرق الأسود في الحرم الجامعي

أهمية وجود أعضاء هيئة تدريس من العرق الأسود في الحرم الجامعي

أنا امرأة سوداء مسلمة. طوال سنواتي الدراسية كان لدي أستاذ أسود واحد. بالنسبة لي فقد كانت هذه أصعب العقبات في حياتي. ففي كل يوم قد أتعرض لبعض المضايقات التي ربما تبدو ضئيلة. لقد تحملت مناداة زملائي لي بألقاب مهينة لسنوات عديدة دون وجود أستاذ واحد لحمايتي. في فترة التحاقي بمدرسة شوركريست الثانوية بمدينة شورلاين، لم أجد أستاذا واحدا يشبهني أو يفهمني. من النادر أن ترى أستاذا أسود عموما، وهذا أكثر ندرة في واشنطن.  في دراسة قام بها مكتب محلية واشنطن للإشراف على التعليم العام تبين أن نسبة المعلمين البيض في واشنطن هي ٨٦،٨٪، بينما ١،٥٪ من المعلمين هم سود.

الآن أنا أدرس العلوم الاجتماعية في جامعة واشنطن ويمكنني أن أرى أنه بعد كل هذه السنوات لم يتغير الكثير. عندما اسأل أصدقائي في واشنطن عن عدد المعلمين السود الذين حظوا بهم في سنواتهم الدراسية تكون إجاباتهم أنهم حظوا بواحد أو لم يحظوا بأي أستاذ البتة. في المؤسسات التي يغلب عليها العرق الأبيض (PWIs) مثل جامعة واشنطن (UW)، قد يكون من الصعب أن تكون طالبا أسود أو أن تحظى باستاذ أسود طوال فترة دراستك الجامعية.

أنا لا أمثل المجتمع الأسود وإنما أتحدث عن نفسي كشخص أسود. كانت تجربتي الجامعية لتكون أفضل لو كان هنالك المزيد من المعلمين السود في المؤسسات التي يغلب فيها العرق الأبيض، ولما اضطررت للتعامل مع جهل المدرسين من غير السود بشؤون السود. إذا لكان لدي المزيد من المعلمين لتوجيهي لكيفية التعامل كشخص أسود في مجال تخصصي، ولتمكنوا من حمايتي وخلق مساحة أكثر أمانا وشمولا لتلاميذهم السود. ولكن هذا صعب التحقيق ما لم تقم إدارات المؤسسات التي يغلب فيها العرق الأبيض بخلق بيئة أكثر إنتاجية وأمانا لطاقمها من السود. 

في ربيع عام ٢٠٢٠، عندما وقعت حوادث قتل جورج فلويد و بريونا تايلور و أحمد اربيري وتوني ماكديد والعديد من الأمريكيين ذوي الأصول الأفريقية، فإنها قد أدت إلى الانتفاضات التي حدثت في فصل الصيف مطالبة بالعدالة و المساواة الاجتماعية في البلاد، وقد شاركت فيها أيضا المنظمات الطلابية في جامعتي. كان من ضمن المطالب السبع التي تقدم بها اتحاد الطلاب السود بجامعة واشنطن أن يتم تعيين المزيد من السود كهيئة أعضاء تدريس. بجامعة واشنطن، وفقا لوثيقة حقائق عام٢٠٢٠  الخاصة بالجامعة فإنه يتم تعيين ٩٩ أستاذ أسود ما يمثل 2% فقط من أصل ٤٧٦٠ من القوى العاملة بهيئة التدريس، وهكذا فإن الغالبية العظمى المتمثلة في ٣١٩١ من أعضاء هيئة التدريس هم من البيض. قد يؤدي هذا الاختلال في اختيار الطاقم إلى خلق فاعليات غير مريحة مؤدية إلى قلة الثقة والتفاهم بين الطلاب السود والطاقم ذا الغالبية من البيض.

تقول ماهيلت ميسفن, طالبة متخصصة في الدراسات العالمية ورئيسة اتحاد الطلاب السود بجامعة واشنطن :” لقد كان علي في عديد من الأحيان أن أقوم بتصحيح بعض الأساتذة من غير السود الذين يخطئون في سرد حقائق التاريخ الأفريقي, وهذا يحدث مرارا”. وتقول أيضا :” عندما يكون الطلاب السود في حالة دائمة من تصحيح غير السود من الأساتذة والطلبة في مسائل متعلقة بالسود, فإن هذا قد يؤدي بسهولة إلى إرهاقهم وحتى انهيارهم نفسيا”.

كطلبة سود, كثيرا ما نجد أنفسنا في موقع الطالب والأستاذ في نفس الوقت بينما لا يجب حدوث ذلك. جميع الطلاب السود الآن في أرجاء البلاد يريدون التغيير. نريد أن نرى المزيد من السود كأعضاء هيئة التدريس. ومن أجل تحقيق ذلك, تشدد ميسفن على أهمية الإبقاء على أعضاء هيئة التدريس الموجودين من السود وتعيين المزيد منهم.  

وأضافت ميسفن :” إن بروفيسرات وأعضاء هيئة التدريس يتركون العمل لإحساسهم بالوحشة.”

بأمانة، لم يسبق لي من قبل أن فكرت بالأمر من هذا المنطلق. فأعضاء هيئة التدريس من السود شأنهم شأن تلامذتهم حيث يعانون من نفس البيئة المتوترة. ولكن خطورة هذه البيئة على أعضاء الهيئة التدريسية أن أي محاولة للتعبير عن ضيقهم يضع وظائفهم على المحك.  

لقد أتيح لي لقاء ريكي هول، الموظف المسئول عن التنوع العرقي بجامعة واشنطن للحديث عن أهمية الثقافة والمجتمع وتمثيل العنصر الأسود في الحرم الجامعي.

وقد قال:” لا يتوجب علينا أن نكرس جهودنا فقط لكي نكون في الريادة ، ولكن يتوجب على كل كلية وقسم الالتزام بخلق المزيد من التنوع وذلك بتوظيف المزيد دوما”، وأردف أيضا:” يجب أن يحدث تحول ثقافي. أنا أؤمن تماما أن التنوع والمساواة وتضمين جميع الأعراق يؤدون إلى ابتكارات جديدة بدورها تؤدي إلى نقلات كبيرة.”

لقد مر عام منذ قيام اتحاد الطلاب السود ومجموعة (حياة السود مهمة) بجامعة واشنطن بعمل لائحة المطالب السبعة في محاولة لخلق بيئة جامعية أكثر شمولا والتي لم تتحقق بعد. يمكن لأي أحد أن يقوم بدعم هذه المنظمات ونشر الوعي بهذه المطالب. لقد تغير الكثير بالفعل منذ انتفاضات الصيف الماضي، ولكن يتوجب علينا كمجتمع أن نستمر بالضغط إلى أن يحدث تغيير حقيقي.

تم بالفعل عمل الكثير من البرامج لتعيين طلبة المدارس الثانوية من المجتمعات الأقل تمثيلا في جامعة واشنطن. ولكن أهمية هذه البرامج يظل مشكوكا فيها عندما لا يجد هؤلاء التلاميذ أنفسهم ممثلين حتى بين أساتذتهم. فقد لا يجد التلاميذ الملونين في هذه الجامعة  ذائعة السيط وجيدة التمويل من الأساتذة من يرشدهم وهم يتجولون في بيئة يكتنفها ذوو العرق الأبيض.

أنا آمل حقا أن تظل جامعة واشنطن وجميع المؤسسات التي يغلب فيها العرق الأبيض ملتزمة بتحقيق التنوع العرقي وتضمين الجميع على مستوى التلاميذ كما أعضاء هيئة التدريس. لقد كان من الصعب علي جدا كطالبة أن أشهد الكثير من العنف ضد السود خلال الأعوام الماضية، وأن أذهب إلى الصف كل يوم بالرغم من ذلك، فقط لأجد أنه لا أحد يتفهم فعلا مدى صعوبة ما نمر به. ولكن لو كان هنالك المزيد من أعضاء هيئة التدريس من العرق الأسود، لعرف الطلاب والطاقم الأسود في المستقبل أنهم ليسوا وحيدين بل أن هنالك من يفهمهم ويشاركهم معاناتهم. إذا فوجود المزيد من أعضاء هيئة التدريس من السود سيغير حياة الكثير من الطلاب السود إلى الأفضل.

 

Exit mobile version